صحة الطفل

حواديت ماما .. الفيلسوف الصغير

حواديت ماما .. الفيلسوف الصغير

كان يا ما كان، كان في غولة، وأبو رجل مسلوخة، وإشي عو، وإشي بخ… ده كلام اتربينا عليه، زرع جوانا الخوف والتنفيذ من غير تفكير، افتكرنا إن دي التربية، وكبرنا وخلّفنا، وجينا نخوّف فخفنا، واتعلمنا قصص من تأليف عيال مهماش عيال.

كيمو الصغير بيتكلم بالمنطق، آه والله بالمنطق، مفيش ممنوع غير لمّا يعرف ليه بالضبط، وندخل في نقاش وجدال طويل عريض.

النهارده جه كيمو يحكي لباباه عن استيائه من تكدير مدرس الموسيقى ليه.

كيمو قال لباباه: “يعني أنا اتكلمت في الفصل وقالولي غلط علشان دي حصة، قلت ماشي، لكن دي حصة مزيكا، والمدرس بيعزف، أسكت أنا ليه؟ ومكلمش صاحبي ليه؟”.

لمّا كنا صغيرين كان أكبر أسئلتنا “إحنا جينا إزاي؟”، بس كيمو أبو خمس سنين ونص، جه في مرة سألنا عن الحرية، وقال: “يعني إيه حرية يا ماما؟”.

بعد تفكير، إزاي نبسط الفكرة، قعد باباه وشرح له حقوقه في محيط عالمه الصغير، البيت والمدرسة… والحقيقة أنا كأم أدركت الوضع المستقبلي، أكيد هتحصل ثورة في البيت، لو طابخة مكرونة، وكيمو عرف حقه إنه يختار أكله اللي هو عايزه، مش اللي أنا هطبخه من غير ما آخد رأيه.. ربنا يسترها علينا.

وهنا ساعات كتير بتعب، من كتر الجدل، في حاجات كتير وساعات كتير الشرح بيكون صعب لطفل صغير، وهو نفسه بيقولي أنا زعلتك يا ماما، طيب خلاص متزعليش مش مهم، نتكلم بعدين.

بعقل شديد بيربينا الجيل الصغير ده، جيل محتاج مننا نذاكر كتير، علشان نعرف نكون على قد إمكانياته وفلسفته الكبيرة.

وحتى لمّا أقوله ادخل نام، فيها سؤال، ليه يا ماما؟ هندخل ننام ليه؟ إيه بيحصل لجسمنا لمّا ننام.

بيدور دايمًا على تفسيرات للي بيحصل حواليه، وبيرفض محاولات معاملته كطفل مش فاهم الحياة، رافض للأوامر من غير فهم واقتناع، رافض للخوف، لمّا أقوله هتقع، يقولي هجرب، وإيه يعني لمّا أقع.. عادي.

كيمو ابن جيله، ابن أيامه، زيه زي أطفال كتير اليومين دول، مش هتخوفهم بالعو، علشان يناموا، ولا هيناموا علشان هتدبحلهم جوز حمام، هيقولي بكل بساطة إيه علاقة إني أنام، وإنك تدبحيلي جوز الحمام؟

الحقيقة إن فلسفة عقولهم سابقة جدًا لعقول جيلنا كله.

#دكتور_مفيد
#روشتة_دوت_كوم
#الدواء_بقى_أونلاين

زر الذهاب إلى الأعلى