صحة الطفل

حواديت ماما … عاااا ضربنى ياماما

حواديت ماما … عاااا ضربنى ياماما

من أول ما يبتدي ابنك يتعلم المشي وتخرجيه مع أطفال أكبر منه، هتبدئي تواجهي الواقع المرير اللي بيتمثل في إنهم بيضربوا ابنك الصغير، وتلاقي اللي بيشد في شعره أو يزقه على الأرض من غير أى مبرر، ومبيفرقش معاهم بقى هو فعلًا صغير ولا لأ.

أوقات بحس إنهم بيتلذذوا بأذية الأطفال الأصغر منهم، وكل ما يكبر ابنك ويبدأ يحتك بأطفال من عمره، شخصياتهم وتربيتهم مختلفة، هتلاقي اللي بيضربه واللي بيشده من هدومه واللي بيخوفه.

بدأت أواجه المشكلة دي مع كريم، لما كان عمره 3 سنين، وكنت بزور قرايبي اللي عندهم أطفال على أمل إنه يتبسط معاهم ويبدأ يتفاعل معاهم، بس البيئة العامة ومتابعة الأمهات بتفرق فعلًا، مكنتش بقابل المشكلة دي لما كنت بخرج مع أصحابي بس اللي عندنا نفس التركيز على سلوك أطفالنا مثلًا، حتى لما كان حد يغلط الأم بتوبخه، لكن في أمهات ولا الهواء ابنها يضرب العيال أو يوقعهم وتبقى ولا كأنها موجودة!

الزيارات العائلية بقت هم تقيل على القلب فعلًا، لأن كل أما أروح تبقى القعدة كلها عياط وصويت من كريم، لأنه اتضرب أو اتزق ووقع أو حد بيخوفه، ومش كل الأمهات بتوبخ ولادها، ولما أحاول أعالج أنا الموضوع، الولاد يقولوا حاضر وماشي ويكملوا عادي ولا كأني كلمتهم.

لحد ما جيت في وقت وكنت هتجنن فعلًا من كتر ما الولد بيتضرب ومبيعرفش يدافع عن نفسه، وبدأت أفكر فعلًا إني أشترك له في أي رياضة دفاع عن النفس، وفي نفس الوقت، كنت خايفة إنها تأثر عليه بشكل سلبي، لأنه كان لسه مش بيحب الضرب ومش بيفهمه.

وفضلت المعاناة مستمرة لحد ما في يوم، كنا في تجمع عائلي، وكان موجود فيه طفل متخصص في استخدام كل أساليب التخويف والترهيب مع كريم، وقبل ما يعمل فيه أي حاجة كريم شده من هدومه وصرخ فيه، طبعًا كلنا كنا مندهشين وأنا كنت سعيدة جدًا وانشكحت إن أخيرًا الولد عرف يكون له رد فعل من نفسه، لأني كنت رافضة تمامًا أقول له اللي يضربك اضربه.

بعد الموقف ده الولد مبقاش يضايق كريم بنفس الكثافة، لكن كريم بدأ يكون له رد فعل مع أي حد يحاول يضربه أو يخوفه، وساعات يستبق رد الفعل، ومن وقت للتاني كنت بحاول أوجهه إنه مش حلو إننا نضرب بعض، ممكن نشتكي للمُدرسة في الحضانة لو حد ضربنا قبل ما يعمل أي رد فعل، والأهم من كده إني حاولت أعلمه مع مرور الوقت إزاي يقدر يصد أي محاولة لأذيته، فلو حد بيحاول يخوفه هو بقى يقوله بصوت عالي متخوفنيش أو متضربنيش، ومن وقت للتاني بحاول أعلمه إنه يصد بإيده أي محاولة للضرب من حد.

بيجي أوقات وألاقي شكاوى من أن كريم اللي ضرب حد، وليه يا كريم ضربت؟ ألاقيه بيقول لي: عشان زقني، عشان خد لعبتي، وأوقات مبيفهمش الهزار، وبيتجاوب معاه بالضرب!

بمرور الوقت، الأمور بتتحسن فعلًا بالتوجيه المستمر لحد ما يوصل لمرحلة إنه بس بيدافع عن نفسه أو بيرد على اللي ضربه كرد فعل، وللأسف الحياة في وسط مجتمع مليان أطفال كتير، محتاجة إن الأولاد يعرفوا يدافعوا عن نفسهم كويس جدًا، وإلا اعتبروهم عيال كيوت وفرافير… والقاموس الذي لا ينتهى من التريقة، لأن محدش هيرحمه فعلًا من أصحابه في المدرسة.

#دكتور_مفيد
#روشتة_دوت_كوم
#الدواء_بقى_أونلاين

زر الذهاب إلى الأعلى