الامومة والحملصحة الطفل

حواديت ماما .. الرضاعه والبقره الحلوب

حواديت ماما .. الرضاعه والبقره الحلوب

خلال حملي في جنه، كنت -بحكم الشغل- بقرأ كتير عن مميزات الرضاعة الطبيعية، وصعوباتها كمان، وفوائدها للأم والطفل، يمكن بنسبة كبيرة ده خلاّني متمسكة جدًا إني أحاول أرضعها طبيعي، وطبعًا كنت بتمني وبدعي إني أقدر وإن ربنا يرزقني بالرضاعة الطبيعية، علشان كده أول حاجة عملتها لما فوقت من التخدير، إني حطيتها على صدري بمساعدة أخواتي طبعًا في شيلها واختيار وضعية مريحة للرضاعة، لأني ولدت بعملية قيصرية.

أول حضن وأول نظرة وأول لمسة Skin to skin بينا، كانت لا توصف، مشاعر كده جديدة تمامًا، يمكن الإحساس ده هو اللي هوّن عليّا وجع الرضاعة وصعوباتها.

أنا مرّيت باكتئاب ما بعد الولادة، بدأ لما اللبن اتأخر في النزول يومين وبنتي بتصرخ جعانة ومش عارفة أعملها إيه، خصوصًا إن نسبة الصفرا كانت بتزيد عندها، طيب أستسهل وأديها الببرونة؟ أديها أعشاب؟ أخلي الدكتور يكتب لها لبن وخلاص؟! كنت محتاسة ومحبطة جدًا، خصوصًا لما رفضت الببرونة والأعشاب، وكانت بتهدا بس لما تلمس صدري اللي مفهوش غير كام نقطة ميعتبروش لبن!

الدكتور طمني إن يوم كمان واللبن هينزل بإذن الله والرضاعة الطبيعي أفضل مع الصفرا، وإن الأطفال بيتولدوا عندهم القدرة على الانتظار لمدة يومين أو تلاتة بمخزون غذاء من وجودهم داخل الرحم، وفعلًا تالت يوم ولادة كان ربنا باعت لجنه رزقها، وبدأت رحلة الرضاعة الممتعة المتعبة.
مريت بكل حاجة من أول التهاب الثدي، تشقق الحلمات، والتحجر وقلّة اللبن ثم زيادته لدرجة التسريب والشرّقة فمكانتش بتعرف ترضع، وطبعًا كل ده مع وجع الولادة القيصرية ، كان مأساة ووقتها بس فهمت وعذرت كل أم مستحملتش الوجع ولجأت للرضاعة الصناعية، سواء بدافع طبي أو بدافع قدرتها على تحمل الوجع.. من الآخر كل أم لها ظروفها الخاصة وطريقة الرضاعة لا تنقص من أمومتها أبدًا.

مش هانكر إن أخواتي ساعدوني كتير جدًا بخبرتهم، وكمان فيديوهات اليوتيوب والمقالات اللي بتوضح وضعيات الرضاعة الصح وكمان صديقتي الـbreast pumping أو مضخة الثدي، ساعدتني جدًا في أول فترة إني تخلصت من التحجير وبقي في مخزون للرضعات وقت تعبي أو لو نفسي أنام ساعة على بعضها.
وبدأت جنه تتعلق بالرضاعة جدًا، رفضت التتينة والببرونة تمامًا، وفضلت لازقة في صدري ليل نهار، كانت بتفضل على صدري بالساعات ما بين الرضاعة والنوم، محاولتش أنظم الرضعات أول 6 شهور بتعليمات الدكتور، لأن ده الأفضل لها وليا ولإدرار اللبن.

تحولت لبقرة حلوب متجوّلة في البيت، أغلب الوقت يا برضع يا بكرّع، ومطلوب مني الرضاعة في أي وقت وأي مكان!
حتي وقت الخروج لازم غطاء الرضاعة ووارد جدًا أقول لأصحابي ثانية واحدة أرضع وأرجع لكم! ساعات بحس إني مقيدة جدًا، وإني لازم ألبس ملابس معينة خلال الخروج، ومينفعش أتأخر برّه لوحدي أكتر من ساعتين تلاتة، علشان ميعاد الرضعة وغيرها من الأوضاع الجديدة اللي بتفرضها الرضاعة، ومع ذلك كل ده يهون جنب إحساس إني قدرت أقدم لبنتي أحسن حاجة، إني بعمل الأفضل لصحتها، وإني مصدر أمانها وتغذيتها وشبعها بكرم ربنا قبل أي شيء.

الحقيقة إن السبب السابق كان كافي جدًا لاحتمال كل متاعب الرضاعة الطبيعية، ولمّا عرفت إنها بتحميني أنا كمان من أمراض مختلفة زي سرطان الثدي والمبيض وأمراض العظام، بقيت ممتنة لجنه، وبحمد ربنا إنه رزقني رضاعتها بشكل طبيعي.
أكتر حاجة علمتها لي الرضاعة، الصبر، ساعدتني أتخلص من اكتئاب ما بعد الولادة ووزن الحمل، وطّدت علاقتي ببنتي لدرجة إنها حرفيًا لازقة فيّا، يمكن أول نصيحة بديها لأي أم جديدة من أصحابي، هي إنها تصبر وتحاول ترضع لو ربنا رزقها باللبن ومفيش مانع طبي، الرضاعة نعمة وكنز، هتحسي بقيمته فعلًا وطفلك بيكبر يوم ورا يوم بصحة كويسة.

#دكتور_مفيد
#روشتة_دوت_كوم
#الدواء_بقى_أونلاين

whatsapp

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى