حواديت ماما .. كريم عايز يشتغل
حواديت ماما .. كريم عايز يشتغل
الولد المستعجل عايز يعرف كل حاجة، أسئلة في السياسة والتاريخ والجغرافيا، وجاوبوا بقى، بس بقاله فترة، عايز يتقمص شخصيات معينة، وكل دوري إني أخليه يجرّب..
في يوم، كريم صحي الصبح عايز يشتغل، وحدد شغلانته، عايز يبقى شيف، دي بسيطة هي مريلة مطبخ وبينا على المطبخ، خليته يعمل كيكة ويزينها، آخر اليوم قال لي أنا كده بقيت شيف.
بعدها بيومين، كريم صحي الصبح، وقال لي أنا عايز أكون صياد بجد، خدته ورحنا المينا بتاع المراكب على كورنيش النيل، والمراكبي شرح لكريم إزاي يعمل سنارة، وإزاي يحط الطعم، وإزاي لازم يصبر لغاية ما السنارة تغمز، المراكبي اصطاد أول سمكة، وكريم فرح قوي، وجه الدور عليه علشان يبقى صياد رسمي.
حط الطعم في السنارة، ورماها في النيل، وكان لأول مرة صبور، لغاية ما السنارة غمزت، وكريم اصطاد أول سمكة.
الحقيقة أنا كنت سعيدة أكتر من سعادة كريم نفسه بأنه اصطاد سمكة، إحساسي إني بدعم نفسية ابني، وأخليه يكون واثق من نفسه، ويبقى عنده قناعة دائمة بإنه قادر ينجز أي عمل، لو حاول وركز، وإحساس إن كريم عنده إنجازات صغيرة، بعيدة كمان عن الإنجازات التقليدية بيخليني فخورة بيه جدًا.
كريم لسه عنده قائمة أحلام صغيرة، ومطلوب مني أدعمها، وأساعده يحققها، لسه عايز يطلع على المسرح يغني، وعايز كاميرا محترفين علشان يصور، وعايز يشتغل نجار.
أنا مدركة إن دعمي ليه في تحقيق أمنياته الصغيرة، هتبني عنده تقدير العمل، وتعزز قدرته وثقته بأنه قادر ينجز.
ادعموا أولادكم وازرعوا فيهم الثقة والقدرة، وخلوهم يساعدوا في تنظيف البيت، ويغسلوا المواعين، ويساعدوا الأصغر منهم.
سيبوهم يحاسبوا هما في التاكسي أو السوبر ماركت، خلوهم يختاروا معاكم اللبس، استشيروهم لو هتغيروا ديكور البيت.. عاملوهم كشركاء حياة.