حواديت ماما .. مين بيربى مين ؟!
حواديت ماما .. مين بيربى مين ؟!
طبعًا من واقع التجربة ومن أرض المعركة، أقدر أوافق على الكلام ده 100%، الطفل بيتولد وإحنا جيل الأمهات الحالي قارين أطنان من الكتب والمقالات عن التربية وطرق التعامل مع الطفل، لكن اللي بيحصل، إن الأطفال ملهاش كتالوج واحد نقدر نمشي عليه بخطوات ثابتة تناسب الجميع، كل طفل هو حالة مختلفة تمامًا، حتي في الإخوات كمان.
مع فريدة، كطفلة عنيدة جدًا وعصبية ومثابرة، كان لازم أعدل من شخصيتي العنيدة جدًا العصبية اللي عايزة كل حاجة مظبوطة بالمللي في التو واللحظة.. اتولدت فريدة علشان تعلمني الصبر والثبات الانفعالي والهدووووء.. اللي فشلت طوال 27 سنة إني أتعلمهم لوحدي!
لما بشتكي من التعب والفرهدة واللخبطة في التعامل معاها، أحيانًا بتوصل إني أعيط وأنهار جسديًا، فبلاقي ماما تقول لي: “هو انتي فاكرة التربية بالساهل؟ هو انتي كبرتي لوحدك كده؟ انتي وأخواتك أخدتوا من عقلي وروحي وصحتي كتير، علشان تكبروا وتبقوا بالشكل اللي انتوا عليه دلوقتي”.
طيب التربية مش سهلة فعلًا، يعني أعمل إيه؟ “بصوت حزلقوم”، أنا حتى “الصح” مع بنتي مش عارفة ممكن يكون إيه؟ تجاهل الصريخ بيجيب عياط هستيري وصريخ أكتر، الطبطبة والحضن بيخليها تكرر نفس الغلطة كل شوية، أروح فين وآجي منين بس، استخدم أساليب التربية الحديثة الجميلة، ولا أستعين ببعض أساليب أمهاتنا اللي كانت بتجيب نتيجة، بدون عقد وكلاكيع.
الخلاصة اللي وصلت ليها، إني هربيها حسب بوصلة قلبي وعقلي الشخصية، هاخد من كل حاجة في أساليب التربية اللى يناسب شخصيتها وشخصيتي اللي لسّه بتتكون معاها من تاني، هبطل أحرق في أعصابي ودمي، وهاقطع كتالوجات التربية الجاهزة، لأنها مجرد خطوط عريضة مش كلام مُلزم للأمهات أبدًا.
الأم اللي بتزعق لما صبرها بينفد مش شريرة وبتكره ولادها، والأم اللي سايبة ابنها يعيط وبتتجاهل الصراخ علشان تعلمه مش كل حاجة يشبط فيها، مش أم معندهاش قلب، والأم اللي بيتها مليان لعب في كل مكان مش مهملة، هي بس بتحاول تخلق بيئة مريحة لأطفالها، الأم اللي بتحضن وتطبطب مش بتدلع دلع فارغ، واللي بتودي حضانة مش شارية دماغها من التربية.. كل أم في تربيتها لطفلها حالة خاصة جدًا.
إحنا كلنا بنتربى في مجتمع أصبح فيه مليون وسيلة تانية بتربي الطفل معانا من أول القرايب والشارع والحضانة والمدرسة حتى التليفزيون والكارتون والألعاب والأصحاب حتى لو حطينا مليون حاجز ومليون قاعدة، علشان كده أعزائي الأمهات، رفقًا بأنفسكن في ماراثون التربية.